لمحات عن سيرة سيدنا أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين

بواسطة عمرة مي | تم النشر بتاريخ أغسطس 21, 2023

عندما سئل عمرو ابن العاص رضي الله عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلًا “أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قال: قلت: من الرجال؟ قال: أبوها” وهو بيان على مدى شدة حب رسول الله لسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وفضائله في الإسلام.

قد دلت العديد من الأحاديث على مكانة سيدنا أبو بكر الصديق الكبيرة فقد قال فيه النبي: “إن الله قد اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أخوة الإسلام أفضل”. حديث صحيح

اسمه وكنيته وألقابه

ولد سيدنا أبي بكر فاسماه أهله عبد الله، فهو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب، ويلتقي أبو بكر في النسب مع الرسول في الجد السادس (مرّة بن كعب) وهو من أشرف قبائل مكة وكان عزيزًا، وجيهًا في قومه.

ولسيدنا أبو بكر العديد من الألقاب والكنايات لعل أهمها وأشهرها هو “الصديق” وقد لقب بالصديق كونه من أول من صدق الرسول الكريم فكان من أول من دخل في الإسلام وأول من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في خبر رحلة الإسراء والمعراج. كما لقب أيضًا بالعتيق لأنه كان صاحب وجه جميل. كما لقب أيضًا بالصاحب كما ذكره الله في القرآن الكريم “لاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” في سورة التوبة.

إقرأ ايضاً: تاريخ مولد سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، ومعجزات ميلاده

صفاته ونشأته

كان أبو بكر رضي الله عنه معروق الوجه نحيفًا خفيف العارضين غائر العينين كما وصفته ابنته عائشة. وكان متواضعاً رقيق القلب راجح العقل وقيل أنه لم يشرب الخمر قط ولا حتى قبل الإسلام ولم يسجد لصنم أبدًا.

اشتغل بالتجارة منذ شبابه وحقق نجاحًا كبيرًا في تجارته، وازدادت تجارته توسعًا لخُلقه الكريم ورزانة عقله وسداد رأيه. كما أن سيدنا أبو بكر هو أبو السيدة عائشة أحب زوجات الرسول إلى قلبه.

قصة إسلام سيدنا أبو بكر الصديق وإسهاماته في الدعوة الإسلامية

لما كان أبو بكر رضي الله عنه صاحب الرسول من قبل الوحي والرسالة فقد كان من أوائل من صدقه وأسلم، واختلف العلماء إن كان هو أم علي أول من أسلم من الرجال، ولكن أجمعوا على أنه لم يتردد وأسلم وعاهد الرسول على نصرته. وأسعد إسلامه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرًا.

وكان لإسلام سيدنا أبي بكر دور كبير في دعم الدعوة الإسلامية في بدايتها، فقد بذل جهده وماله في تأييد الإسلام ونصرته واستخدم نفوذه وحب قريش له لكسب مزيد من الأتباع وإقناع عشيرته وأهله بالإسلام، وقد كان سنداً ونصيراً للمستضعفين من المسلمين وأنقذ العديد منهم من الاضطهاد والتعذيب على يد المشركين، فقد أعتق أبو بكر العديد من المسلمين الذين كانوا يُعذّبون في سبيل الله، وعلى رأسهم بلال ابن رباح وعامر بن فهيرة وأم عبيس وزنيرة. وقد أنفق أبو بكر ثروته كلها من التجارة في نصرة الإسلام حتى أن رسول الله قال “ما نفعني مال مثل ما نفعني مال أبي بكر.

قم بزيارة عمرة مي واحصل على افضل الاسعار لرحلتك القادمة

وعندما هاجر المسلمين إلى المدينة لازم سيدنا أبو بكر رسولنا حتى تحرك معه عندما أذن الله له بالهجرة، فخرج معه يختبئ معه في غار ثور حين حاصرهم الكفار وخاف أبو بكر ونزلت الآية الكريمة “لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا” عن نجاتهم من المشركين.

لازم سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منذ بداية الدعوة وحتى وفاته، التي أحزنت سيدنا أبو بكر حزناً شديداً، ثم بايعه المسلمون للخلافة واستمرت خلافته لمدة عامين كانتا حافلتين بالعديد من الأحداث الهامة في تاريخ الإسلام، مثل قتال المرتدين وبداية جمع القرآن الكريم.

 توفي أول الخلفاء الراشدين سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعامين في يوم الإثنين، الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، السنة الثالثة عشر للهجرة، عن عمر يناهز ثلاث وستون عام ودفن في جواره الشريف.