مقبرة البقيع: تاريخها، وأسباب هدمها، وآداب زيارتها

مقبرة البقيع
بواسطة عمرة مي | تم النشر بتاريخ ديسمبر 13, 2023

مقبرة البقيع، والمعروفة أيضًا باسم جنة البقيع، هي أقدم و أول مقبرة إسلامية في المدينة المنورة وبالتحديد في منطقة الحجاز بالمملكة العربية السعودية.

وتعد هذه المقبرة من أقدس المواقع الدينية والتاريخية عند المسلمين، حيث يحتوي على قبور العديد من أهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وأحفاده.

وانطلاقًا مما أردناه، سوف نكشف لك في هذه المقالة عن تاريخ هذه مقبرة البقيع المقدسة وأهميتها ووضعها الحالي، ونقدم بعض النصائح للحجاج الذين يرغبون في زيارتها وكيفية احترامها.

إقرأ ايضاً: تعرف على المساجد السبعة بالمدينة المنورة

موقع مدافن البقيع

تقع مقبرة البقيع في الجنوب الشرقي من المسجد النبوي، داخل المدينة المنورة.

تاريخ مقبرة البقيع

بدايةً، يعني اسم البقيع “حديقة الأشجار” أو “مكان جذوع الأشجار”، إذ سميت مقبرة البقيع بهذا الاسم لأنها كانت في الأصل أرضًا أصلها مغطى بأشجار تسمى البقس.

وقد اختار النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هذه البقعة لتكون مقبرة المسلمين الذين ماتوا في المدينة المنورة، وأول من دفن فيها هو الصحابي أسعد بن زرارة في عام 624 م وورد في رواية أخرى الصحابي عثمان بن مظعون.

كما دُفن هناك أيضًا ابنة النبي رقية، التي توفيت بعد وقت قصير من معركة بدر، وكذلك ابنه الرضيع إبراهيم، الذي توفي عام 632 م. وكان النبي نفسه يزور المقبرة بانتظام و يستغفر للأموات هناك.

وبعد وفاة الرسول، دُفن في البقيع العديد من أقاربه وأصحابه، أبرزهم:

  1. أربع من زوجاته، وبناته زينب وأم كلثوم، وحفيده الحسن بن علي، وعمه العباس بن عبد المطلب.
  2. أربع من زوجاته، وبناته زينب وأم كلثوم، وحفيده الحسن بن علي، وعمه العباس بن عبد المطلب.

وعلى مر السنين، تم إعادة ترميم البقيع بالقباب والآثار لتكريم الأعلام التي دفنت هناك من الشخصيات الهامة والصحابة والتابعين.

إلا أنه في عامي 1806 و 1925 تم هدم المقبرة من قبل سلطة نجد والحكام الوهابيين تحت امارة الدرعية الذين اعتبروا الأضرحة التي كانت بنيت في زمن ما وثنية وتتعارض مع تفسيرهم للإسلام. على الرغم من ذلك، تم تسوية القبور من جديد ووضع الأسماء عليها.

أهمية مقبرة البقيع

تمتلك مدافن البقيع مكانة خاصة في قلوب المسلمين في العالم أجمع، و بوقوعها داخل المدينة تسهل على المعتمرين والحجاج زيارة هذا الصرح العظيم؛ وتلتف أهميتها حول النقاط التالية:

  1. مقبرة البقيع ليست موقعًا تاريخيًا فحسب، بل أثرًا روحيًا يشتاق الوافدون إلى المدينة إلى زيارته وإلقاء السلام على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو مكان يتواصل المسلمين فيه مع ماضيهم، ويتذكرون قدوتهم، ويطلبون شفاعتهم.
  2. أيضًا مدافن البقيع هي من الوجهات التذكيرية بيوم الآخرة ووعظ المسلمين كي يفكروا في موتهم، و يتوبوا عن خطاياهم، ويستعد للآخرة. وزيارة المقبرة عبادة مستحبة في الإسلام وليست مكروهة كما قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): “من زار القبور ذكرته الآخرة”.
  3. تعتبر زيارة البقيع مفيدة بشكل خاص للحجاج الذين يؤدون العمرة أو الحج، حيث يمكنهم الاستفادة من بركات التواجد بالقرب من المسجد النبوي والمدينة المنورة المقدسة. وفي هذا السياق قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): “من حج فزار قبري كان كمن زارني في حياتي”؛ وقال أيضًا «من زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي، ومن زارني بالمدينة شفع له يوم القيامة».

مواعيد زيارة مدافن البقيع

  • هي مفتوحة للزوار كل يوم ما عدا يومي الجمعة والسبت.
  • ساعات الزيارة: من الساعة 8 صباحًا إلى الساعة 12 ظهرًا، ثم من الساعة 2 ظهرًا إلى الساعة 6 مساءً.
  • لا توجد أي رسوم مفروضة للدخول، أي الدخول مجاني.

عمرة مي تقدم لكم أفضل باقات العمرة والتي تناسب جميع التفضيلات والميزانيات .. احجز الآن

آداب زيارة مقبرة البقيع

  • في البداية، يجب على الزائر اتباع قواعد وأنظمة المقبرة، مثل ارتداء الملابس المحتشمة، والحفاظ على الصمت والاحترام، وتجنب أي أعمال تخريب أو إظهار عدم احترام لحرمة المكان.
  • عند زيارة البقيع يدخل بالرجل اليمنى ويقرأ هذا الدعاء: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين , وإنا إن شاء الله بكم لاحقون , نسأل الله لنا ولكم العافية). ثم يدعو لهم بالمغفرة والثواب.
  • ينبغي أيضًا أن يدعو الزائر لنفسه وأحبائه، ويسأل الله الهداية والرحمة والنجاة.
  • عليك خلال فترة الزيارة تجنب لمس القبور أو تقبيلها أو السجود عليها، لأن ذلك يعتبر شكلاً من أشكال الشرك في الإسلام.
  • عند الخروج من البقيع، يستحب الخروج بالقدم اليسرى ومن ثم ترديد هذا الدعاء: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم لا إله إلا أنت”. ولا تجعل لنا القبر عذاباً، واجعله سكناً ورياضةً من رياض الجنة”.

الأسئلة الشائعة عن مقبرة البقيع

كم عدد القبور في مقبره البقيع؟

أشارت أحد المصادر أن آخر تمديد لمساحة مقبرة البقيع قد بلغت 180,000 متر مربع، وكانت هذه الإضافة جزءًا من مشروع توسعة وتطوير المسجد النبوي الشريف الأول.

هذا وتحتوي المقبرة حاليًا على 42 ألف مربع، ويُلاحظ أن أكبر مربع في البقيع يضم حوالي 2500 قبر، في حين يحتوي أصغر مربع على 60 قبرًا فقط. كما يتوفر في البقيع قبور خاصة للأطفال، وبعضها مخصص لكبار السن، مع الإشارة إلى أن عملية إعادة ترتيب القبور تتم كل 4 إلى 5 سنوات.

كم عدد الصحابة المدفونين في مقبرة البقيع؟

تعد مدافن البقيع من أكبر المدافن الإسلامية التي تشتمل على مقابر 10 آلاف من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام.

ماذا قال رسول الله عن مقبرة البقيع؟

وردت بعض الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في فضل البقيع؛ حيث روي عنه في حديث مع السيدة عائشة رضي الله عنها: (فإن جبريل أتاني فأجبته. فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر له)، قالت عائشة: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: (قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون).

هل قبر الرسول في البقيع؟

لم يُدفن النبي في مقبرة البقيع، وإنما دُفن عليه الصلاة والسلام في حُجرة السيّدة عائشة رضي الله عنها، في الزاوية الغربيّة القِبليّة الواقعة في شرق المسجد النبويّ، ودُفن معه أيضًا بعدها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثُم عُمر بن الخطاب رضي الله عنه.