سُنن وشروط السعي بين الصفا والمروة لإتمام الحج أو العمرة
قال الله تعالى في سورة البقرة “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ” إن السعي بين الصفا والمروة من الشعائر اللازمة لتمام وصحة الحج أو العمرة.
وفي هذه الشعائر تخليدًا لقصة السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم وهي أول من سعى بين الجبلين بحثّا عن الماء والغذاء لابنها سيدنا إسماعيل. والصفا والمروة هما جبلان صغيران يقعان في شرق المسجد الحرام، فالصفا جزء من جبل يسمى أبي قبيس والمروة متصل بجبل قعيقعان.
إقرأ ايضاً: ما هي أحكام النية في الإسلام وأنواعها؟
كيفية السعي
توجد بعض الشروط والضوابط المهمة لتمام وصحة شعيرة السعي سواء في الحج أو العمرة التي وردت في الكتاب والسنة وفيما يلي طريقة السعي كما ورد عن رسول الله:
- يبدأ السعي مباشرة بعد الانتهاء من الطواف سواء كان واجبًا أو سنة ثم يقوم الحاج أو المعتمر باستقبال مقام سيدنا إبراهيم فيصلي ركعتين ثم يتجه إلى السعي.
- السعي سبعة أشواط كاملة ويستوجب على الحاج إتمامها لضمان صحة الشعائر. كما اتفق أغلب أهل العلم والفقهاء على وجوب الموالاة بين أشواط السعي وعدم التفريق بينهم، وأجاز بعض العلماء جواز أخذ فترة راحة قليلة. كما يجب أيضًا أن يقطع المعتمر المسافة كاملة بلا نقص حتى يصح السعي. والجدير بالذكر على أنها يجب قطع السعي عند إقامة الصلاة فيُصلي الحاج ثم يكمل السعي.
- يجب أن يبدأ السعي عند جبل الصفا وينتهي عند المروة، فيبدأ المعتمر السعي من جبل الصفا حتى يصل إلى المروة ويحتسب ذلك شوط ثم من المروة إلى الصفا ثانيًة ويحتسب ذلك وهكذا حتى ينتهي عند المروة، اقتدائًا بالسيدة هاجر.
- من السنن المستحبة في السعي أيضًا حينما يبدأ المعتمر السعي من الصفا أن يستقبل القبلة ويكبر ويهلل ويحمد الله ويدعو الله بما أراد فالدعاء مستجاب ويصلي على الرسول ثم يبدأ السعي حتى إذا وصل إلى المروة كرر الأمر حتى ينتهي من السبع أشواط.
- من السنن المستحبة أيضًا أن يستمر الساعي في ذكر الله والدعاء والصلاة على النبي طوال فترة سعيه.
- الهرولة وهي شرط للرجال دون النساء، فيبدأ الحاج السعي مشيًا حتى يصل إلى أول علم أخضر ويبدأ في الإسراع والركض أو الهرولة دون إيذاء أحد حتى يصل إلى العلم الأخضر الثاني فيرجع إلى المشي حتى ينتهي من الشوط.
قم بزيارة عمرة مي واحصل على افضل الاسعار لرحلتك القادمة
دعاء السعي بين الصفا والمروة
على الرغم من عدم وجود أدعية معينة للسعي بين الصفا والمروة بل من المستحب أن يدعي الساعي بما فتح الله عليه ويسره له، هناك بعض الأدعية المتعارف عليها من السنة مثل:
- عند بدء السعي عند الصفا واستقبال القبلة يقول الساعي “ا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا اللهُ وحده، أنجز وعدَه، ونصر عبدَه، وهزم الأحزابَ وحدَه”
- كما يفضل اختتام كل شوط بالدعاء الوارد في سورة البقرة “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”
- من المستحب أن يدعي المسلم في السعي لنفسه وأهله والمسلمين أجمعين بالجنة والرحمة والتيقن من إجابة الدعاء.
أخيرًا اختلفت الأقاويل حول المسافة بين الصفا والمروة فبعض الأقاويل ترجح أنها 394.5 متر وآخرون يقولون بأنها 4 أمتار واتفق الفقهاء جميعًا بعدم أهمية المسافة بقدر أهمية استيعاب الحاج أو المعتمر المسافة كاملة بلا نقص.