تعرف على المواقيت المكانية والزمانية للحج والعمرة

بواسطة عمرة مي | تم النشر بتاريخ يوليو 21, 2023

ما هي المواقيت المكانية والزمانية للحج والعمرة في الإسلام؟

تعد المواقيت من الأمور المهمة في الشريعة الإسلامية؛ فالحج والعمرة معتمدين تمامًا على المواقيت سواء كانت زمنية أو مكانية ولا تصح العمرة أو الحج دون الإحرام في تلك المواقيت. ولقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم تفاصيل تلك المواقيت سواء كانت زمنية أو مكانية بشكل مفصل، فلكل جهة من الجهات ميقاتًا محددًا للإحرام. وفي هذا المقال سنتناول تعريف الميقات وأهميته مع توضيح للمواقيت في الإسلام.

إقرأ ايضاً: سُنن وشروط السعي بين الصفا والمروة لإتمام الحج أو العمرة

ما هو الميقات؟

الميقات وجمعه مواقيت تعريفه لغويًا هو الوقت المضروب للفعل أو الموعد مثل مواقيت العمل كما يعني أيضًا موضع يفُعل عنده الشيء. ينقسم مفهوم الميقات في الإسلام إلى نوعين:

  •  ميقات زمني: وهو الزمن المحدد لأي فعل مثل مواقيت الصلاة أو كما ذُكر في القرآن الكريم “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ” وهنا تعني ميقات الحج.
  • ميقات مكاني: وهي الأماكن التي حددها الرسول الكريم للمسلمين للإحرام استعدادا لأداء مناسك الحج أو العمرة، وهي تعد البداية الفعلية للمناسك ولا يصح الحج أو العمرة دون الإحرام في الميقات المحدد لكل بلد.

ما هي المواقيت الزمنية للحج والعمرة؟

أولًا الميقات الزمني العمرة

اتفق العلماء بشكل عام على جواز الإحرام للعمرة في كل أوقات السنة، ولكن كان هناك بعض الاختلاف بين الأئمة على أيام معينة بالسنة نوضحها فيما يلي:

المذهب الحنفي:

رأى أبي حنيفة كراهة العمرة في أربعة أوقات من السنة، وهي:

  • يوم عرفة.
  • يوم النحر، وأيام التشريق بعده.
  • أشهر الحج، لمن أراد الحج، وكان من أهل مكة.
  • الجمع بين عمرتين بإحرام واحد في نفس الوقت.

ثانيًا الميقات الزمني للحج

أجمع الفقهاء أن الميقات الزمني للحج هو أشهر الحج وهي شوّال وذي القعدة والعشرة الأولى من شهر ذي الحجّة، ولا يصح الإحرام للحج في غير أشهر الحج، كما ذكر في القرآن الكريم في سورة البقرة “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ”

ما هي المواقيت المكانية للحج؟

كما حدد الله في سورة البقرة المواقيت الزمنية للحج حدد الله مكة المكرمة كمكان للحج والعمرة في سورة المائدة في قوله تعالى “جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس.” وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم مواقيت الإحرام للحج لكل الوافدين من الأماكن المختلفة لأداء المناسك كما يلي:

ميقات أهل مكة: أو ما يُعرف بالميقات الحرمى أو المكي يُحرم الحاج من بيته فيغتسل وينوي الإحرام ويقول لبيك حجًا.

ميقات أهل المدينة: وتقع المدينة المنورة في شمال البيت الحرام وميقاتها يُسمى ذي الحليفة على أسم نبات يكثر تواجده في هذا المكان ولكنه حاليًا معروف بين الناس بميقات أبيار علي. ويعد ميقات أبيار على أبعد المواقيت عن مكة حيث تبلغ المسافة بينهما 400 كيلو متر

ميقات أهل الشام: ميقات أهل الشام أصبح فيما بعد ميقات مصر والسودان والمغرب والعديد من دول إفريقيا وهو ما يُعرف بميقات الجحفة ويقع بالقرب من مدينة رابغ ويبعد عن مكة حوالي 183 كيلو متر.

ميقات أهل نجد والطائف: وهو ميقات قرن المنازل ويعرف بميقات السيل الكبير ويبعد عن مكة 75 كيلو متر من الجهة الشرقية.

ميقات أهل اليمن والجنوب: يعرف بميقات يلملم وهو جبل في جنوب مكة ويبعد عنها قرابة ال 54 كيلو متر.

ميقات أهل العراق: هو جبل يُعرف بذات عرق ويبعد عن مكة مسافة 94 كيلو متر وهو ميقات لأهل العراق وما وراءها.

جميع ما سبق هي المواقيت المكانية التي عينها الرسول الكريم أما من كان من مكان لا يمر على هذه المواقيت مثل سكان أوروبا وآسيا فإحرامهم من منزلهم وذلك بناءًا على قول الرسول “ومَن كان دون ذلك فمهلُّه من حيث أنشأ” أي ان من لا يمر بهذه المواقيت والمسافرين بالطيران والبحر يمكنهم الإحرام من منازلهم ويلتزموا بقواعد الإحرام فلا يتطيبوا ولا يلبس الرجال المخيط أو يلمسوا النساء حتى وصولهم إلى مكة وأداء المناسك.

ما هي المواقيت المكانية للعمرة؟

اتفق العلماء على أن مواقيت الحج التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي نفس مواقيت العمرة إلا لأهل مكة. فأهل مكة والمقيمين فيها إن أرادوا الإحرام للعمرة لابد أن يخرج من مكة ويحرم ويغتسل في التنعيم وهو مسجد السيدة عائشة أو إلى الجعرانة أو عرفات خارج مكة وينوي العمرة فيقول لبيك عمرة وينوي العمرة في قلبه، استدلالا بما أمر به رسولنا صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة عندما أرادت العمرة أن تخرج إلى التنعيم، فأحرمت من التنعيم وهو خارج الحرم.

وفي النهاية فقد اجتمع أغلب الفقهاء على أن من تجاوز الميقات المكاني للحج والعمرة دون أن يحرم وجب عليه أن يعود ليحرم من الميقات المحدد له وإلا وجب عليه دم، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج أو سبعة إذا رجع إلى بلده.‏ وفي المذهب الشافعي أن من سلك طريقا للحج أو العمرة لا يمر بميقات يجوز له أن يُحرم من محاذاته، فإن حاذى ميقاتين أحرم من محاذاة أقربهما إليه، وإن كانا متساويين في القرب يجب أن يحرم من محاذاة الميقات الأبعد عن مكة.‏