لبيك اللهم لبيك .. حج مبرور وذنب مغفور
الحج في اللغة هو عبادة يقصد بها زيارة الكعبة في وقت معين بشروط وأحكام. وللحج تاريخ ثري بالأحداث الهامة والتطورات التي طرأت عليه بإختلاف الأنبياء و ونسلط الضوء في هذا الموضوع على تاريخ الحج قبل وبعد الإسلام.
كيف كان حج العرب في الجاهلية قبل الإسلام؟
كان العرب فى الجاهلية يحجون إلى البيت من جميع البقاع، يشاركهم فى ذلك أهل مكة، الذين كانوا يقدسون شهر الحج وهو ذو الحجة والشهر الذي قبله والشهر الذي بعده بالإضافة إلى شهر رجب، ويسمونه شهر الله الأصم لأنه لا تُسمع فيه أصوات السيوف لتحريم القتال في تلك الشهور تعظيمًا للحج.
قم بزيارة عمرة مي واحصل على افضل الاسعار لرحلتك القادمة
كانت قريش تحج البيت الحرام قبل الإسلام ولكن بطريقة مخالفة لما جاء به الإسلام الذي أبطل الكثير من تلك الطقوس والعادات، فلقد كانت الكعبة مصدر رزق أهل مكة والأوثان كانت تجعل القبائل تأتي إلى مكة من كل صوب لذلك اهتم القرشيون بها اهتمامًا واسعًا وكانوا يجهزون للحجاج الطعام والشراب حتى منذ بداية موسم الحج وحتى نهايته.
وكانت مناسك الحج قبل الإسلام تتم بشكل عشوائي فبينما البعض يطوف حول الكعبة عراة، نجد البعض يسعون بين الصفا والمروة، والبعض الأخر يصعد جبل عرفات وآخرين يذبحون الذبائح و يلطخون الدماء.
اقرأ ايضاً: حجة الوداع .. خريطة الطريق للمسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
تاريخ الحج بعد نزول الرسالة على سيدنا محمد
الحج في الإسلام هو حج المسلمين إلى مكة كل عام لتأدية مناسك الحج وهي واجب على كل مسلم بالغ قادر لمرة واحدة في العمر، فقد فرض الحج في العام السادس للهجرة وبدأ ذلك برؤيا رآها الرسول صلى الله عليه وسلم أشارت إليها الآية الكريمة “لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ”.
وقد هاجر المسلمون من مكة بعد ثلاثة عشر سنة وتركوا ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله – وظلوا في المدينة ست سنوات يدافعون عن الدعوة ويردون كيد المشركين حتى رأى الرسول تلك الدعوة الطيبة، فبدأت المفاوضات والمراسلات بين أتباع رسول الله والمشركين في الحديبية للسماح لهم بدخول مكة.
وفي العام السابع من الهجرة جاء الرسول وأصحابه لأداء عمرة القضاء حيث دخلوا مكة وتركها المشركون لهم ثلاثة أيام، وفي العام الثامن من الهجرة تم فتح مكة ودخل الرسول مع عشرة آلاف مسلم وطهروا الكعبة من الأصنام امتثالاً لقوله تعالى “وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقا”.
وفي آخر حياة سيدنا محمد ومع اقتراب موسم الحج أمر نبينا الكريم سيدنا أبو بكر الصديق بأن يحج بالناس، ويكون أميراً عليهم، وقائداً لهم، وكان ذلك في السنة التاسعة من الهجرة النبوية، ثم بعد ذلك نزلت سورة التوبة لتعلن براءة الله ورسوله من أئمة الكفر، قال الله تعالى “بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ” صدق الله العظيم
ومنذ ذلك الحدث لم يحج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف بالبيت عريان إمتثالاً لأمر الله تعالى بحفظ حرمة بيته الحرام.