الإسراء والمعراج .. ليلة المعجزات الإلهية

بواسطة عمرة مي | تم النشر بتاريخ أغسطس 21, 2023

 “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ” صدق الله العظيم

 

أمضى الرسول صلوات الله وسلامه عليه عشر سنوات في الدعوة إلى التوحيد، نشر الدين الإسلامي وترك الشرك، ثم أسرى الله به إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماء بصحبة سيدنا جبريل عليه السلام فأوحى الله إليه ما أوحى، ثم فرض عليه الصلوات الخمس والتي بدأت بخمسين صلاة يومياً فلم يزل النبي يسأل الله التخفيف على أمته حتى جعلها الله برحمته وكرمه خمسًا فقط وهي الصلوات التي نؤديها حتى يومنا هذا.

جاء توقيت رحلة “الإسراء والمعراج” في وقت عانى فيه رسولنا الحبيب من مصاعب وأحزان كبيرة وكانت هذه الرحلة المباركة بمثابة مكافأة من الله عز وجل لرسوله الكريم بعد المحن الكثيرة التي تعرض لها منذ بداية الدعوة إلى الإسلام.

بدءاً من سخرية قريش منه هو وأتباعه باستمرار وتعمد إذلالهم واضطهادهم، مروراً بعام الحزن الذي فقد فيه الرسول زوجته الحبيبة خديجة وعمه أبو طالب والذي احتضنه وحماه من شرور قريش.

بالإضافة إلى كل هذه الأحداث الحزينة، عندما سافر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف من أجل نشر الدعوة الإسلامية، رفضه أهل الطائف بطريقة قاسية وعنيفة، حتى أنهم أرسلوا أولادهم إلى الشوارع ليرجموه حتى غادر المدينة – صلوات الله وسلامه على الحبيب.

الإسراء والمعراج كانت الهدية التي منحها الله عز وجل لرسوله الكريم العظيم سيدنا محمد، بعد سلسلة من الأحزان والمعاناة كتعويض إلهي لنبي عظيم أفنى حياته في تنوير الناس بعد عقود طويلة من الظلام والجهل.

تقف أرض مكة المكرمة كشاهد على تاريخ الدعوة الاسلامية – فكل بقعة شهدت حدث تاريخي ما بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد أفراد أسرته وصحابته رضوان الله عليهم.. إقرأ الموضوع  بالكامل الآن!

ما هو المقصود بالإسراء والمعراج؟

الإسراء: من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى 

الإسراء كلمة معناها السير ليلاً ويقصد بها في هذا السياق الرحلة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم والتي شهدت إنتقاله من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ليلاً بصحبة سيدنا جبريل عليه السلام.

المعراج: من بيت المقدس إلى السموات العلا

وتعني في اللغة السلم أو المصعد، ويقصد بها هنا المعجزة الالهية الثانية في هذه الليلة المباركة (الرحلة من بيت المقدس في فلسطين إلى السموات العلا”

أهم الأحداث التي عاشها سيدنا محمد خلال رحلته المباركة الإسراء والمعراج

لم تكن رحلة الإسراء والمعراج حدثاً عادياً بل معجزة إلهية حقيقية يجب أن يتوقف أمامها جميع المسلمين فهذه الرحلة عظمت من وجود الله عز وجل وقدرته وحكمته اللامتناهية في ترتيب وتغيير الأمور.

تعدّدت الأحداث التي عاشها النبيّ صلى الله عليه وسلم خلال رحلة الإسراء والمعراج، نسلط الضوء على أبرزها كما يلي:

  1. إستقل النبي خلال رحلته “البراق” وهي دابة بيضاء أكبر من الحمار ودون البغل وكانت تخطو خطوات سريعة حيث تقع خطوتها أينما بلغ نظرها وصلت بهم إلى بيت المقدس حيث ربطها نبيّ الله عليه السلام ونزل. ثم دخل الرسول إلى المسجد الأقصى فإذا بالأنبياء جميعهم موجودون فصلّى بهم ركعتين.
  2. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه جبريل يخيره بين قدحين أحدهما فيه خمر والآخر به لبن، فاختار النبي اللبن، ويدل ذلك على اختياره للفطرة كما أخبره سيدنا جبريل عليه السلام.
  3. عرج النبي بصحبة سيدنا جبريل إلى السماء، حيث إستقبلهم أنبياء الله عند كل سماء من السموات السبع، كانت البداية مع سيدنا آدم عليه السلام، الذي رحب بالنبي محمد وإنتهاءاً بسيدنا إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة والذي ظهر مسنداً ظهره إلى البيت المعمور.
  4.  وصل بعد ذلك رسول الله إلى سدرة المنتهى التي لا يستطيع بشر وصف جمالها وهناك فرض الله تعالى الصلوات الخمس.
  5. من أجمل المشاهد التي رآها النبي خلال رحلته المباركة هي “نهر الكوثر”، وهو النهر الذي اختصه الله لنبيه إحتفاءاً به، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: (بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر) رواه البخاري .
  6.  رأى النبي بعينيه الشريفتين الجنة وما فيها من النعيم، كذلك رأى أيضًا الذين يعذبون في نار جهنم (وكان منهم أهل الغيبة والنميمة و الخائضين في أعراض المسلمين).

قم بزيارة عمرة مي واحصل على افضل الاسعار لرحلتك القادمة

ما هي الرسائل التي أراد الله إرسالها من خلال هذه المعجزة (الإسراء والمعراج)؟

  1. تعظيم مكانة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي لم يحظ بها أحد من الأنبياء قبله.
  2. اختبار ثبات المسلمين ومدى تصديقهم للرسول صلى الله عليه وسلم.
  3. التأكيد على وحدة أنبياء الله جميعاً واشتراكهم في نفس الهدف وهو عبادة الله عز وجل من خلال دين واحد.
  4. تقديس ورفع مكانة المسجد الأقصى في ديننا الإسلامي الحنيف.