أهمية التوكل على الله والأخذ بالأسباب في الإسلام
يُعد التوكل على الله من العبادات العظيمة التي يتغافل عنها العديد من الأشخاص في ظل ضغوط الحياة. وحتى يمكن فهم أهمية هذه العبادة يجب أولا تفسير معنى التوكل والفرق بينه وبين التواكل.
ما معنى التوكل؟
التوكل في اللغة العربية هو تفويض الأمر إلى شخص آخر والوثوق فيه والاستعانة به لقضاء وحل الأمور، والتوكل على الخالق يعني أن يفوض المسلم أمره إلى الله وهو على ثقة تامة بأن كل قضاء الله خير مع الأخذ بالأسباب والسعي.
والتوكل ايضاً هو اقتناع العبد في قلبه ونفسه واطمئنانه بقدرة الله على تدبير أموره ودفع المظالم وجلب الرزق.
إقرأ ايضاً: ما هي أنواع الزكاة في الإسلام؟
يقترن التوكل بالإيمان على نحو مباشر فلا يصح للمؤمن أن يتصور أنه صاحب قوة ويمكنه التحكم في شيء دون أمر الله، لذلك أمرنا الله بالتوكل عليه والإيمان بأنه وحده المانح والمانع.
ولا يتنافى التوكل مع الأخذ بالأسباب، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى على الأخذ والسعي في سبيل تحقيق ما نريد مع التوكل والثقة بأن الأمر كله منه، وقد علق الله الوصول إلى ما نريد بالأخذ بالأسباب فإذا أردت أن تنجح عليك بالمذاكرة، وإذا أردت الرزق عليك بالسعي والبحث عن عمل وإذا أردت الحج أو العمرة عليك بالعمل وجمع الأموال.
شروط التوكل الصحيحة
التوكل على الخالق هو عبادة قلبية لا يتوجب على الإنسان التصريح بها جهرًا ولكن يجب أن تتوافر عدة شروط حتى يصح التوكل على الله:
- أن يستشعر المؤمن في قلبه عظمة الله وقوته وقدرته على تغيير الأقدار.
- الإيمان بأن كل قضاء الله خير حتى وإن كان غير ما نبتغي ونريد، فالله وحده يعلم الخير وما ينفعنا كقوله تعالى “قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51).”
- من أهم شروط التوكل أيضًا هو السعي والأخذ بالأسباب لتحقيق ما يبتغيه الإنسان فمن تمام التوكل السعي والعمل الجاد دون تعلق القلب بالنتائج والتعلق بالله وحده.
- الابتعاد عن المعاصي وما يغضب الله وتقوى الله من أهم عناصر التوكل فالمعصية تجلب غضب الله وقلة الرزق.
الفرق بين التوكل والتواكل
يختلف التواكل كل الاختلاف عن التوكل وهو سلوك مكروه من الله فالتواكل هو الإيمان بقدرة الله في القلب فقط والتقاعس عن السعي والعمل ولا يأخذ الشخص بالأسباب ويسعى في الرزق كما أمرنا الله.
يحثنا الإسلام على التوكل ففيه منفعة للإنسان وتقويم لخلقه وصلاح قلبه واطمئنانه للمستقبل بالإضافة إلى تعمير الأرض بواسطة السعي والعمل الجاد، أما التواكل فيولد الكسل في نفس الإنسان ويمنعه من التقدم والعلم فيجعله ضعيفًا هشًا غير مطمئن النفس لذلك نهانا عنه الله.
لذلك على كل مسلم أن يستشعر عظمة الله وقدرته في قلبه وضعفه أمام قوة الله ويستعين بقدرات الله على الأخذ بالأسباب والسعي للنتائج في حياته اليومية وإعمار الأرض.