آداب زيارة المسجد النبوي الشريف
تعتبر زيارة المسجد النبوي (ص) في المدينة المنورة تجربة روحانية عميقة وذات معنى عظيم عند المسلمين في جميع أنحاء العالم، والتي يزورها الكثيرون بعد العمرة أو الحج، على الرغم من أنه ليس جزءًا من مناسك الحج، إلا أنه عادة موصى بها للغاية.
ونظرًا لكونه من المعالم الدينية التي تحظى بتقدير كبير، فمن المهم فهم آداب السلوك والعبادات المستحبة عند زيارة هذا المسجد الشريف.
ويهدف هذا المقال إلى إرشادك حول أهمية العادات الصحيحة وكيفية ممارسة العبادات وأهم السنن والآداب عند زيارة المسجد النبوي، مما يعطيك نبذة كاملة وتخطيط لقضاء يوم كامل داخل المسجد إذا رغبت في ذلك.
عن المسجد النبوي
المسجد النبوي هو الموقع الأكثر احترامًا وتعظيمًا في المدينة بأكملها، ولهذا المسجد الرائع بمآذنه العشرة، والمعروف باسم المسجد النبوي أهمية كبيرة لأنه تم بناؤه بأمر من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بعد هجرته من مكة. ولم تصبح المدينة بعدها مركزًا للعبادة فحسب، بل كانت أيضًا مركزًا للتعاليم والعمليات الأساسية للإسلام.
ومع القدرة على استيعاب مليون زائر، يمكن زيارة هذا المكان المقدس في أي وقت من النهار أو الليل، بالإضافة إلى كونه مكانًا للصلاة، فهو يشمل العديد من البقاع المقدسة الأخرى بما في ذلك قبر النبي الذي يقع تحت القبة الخضراء الشهيرة، والروضة الشريفة، والمنبر حيث ألقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطبه.
ويمنحك استكشاف المسجد النبوي الاستمتاع بهندسته المعمارية المعقدة المعروضة على الجدران والبوابات والأسقف؛ وبالطبع لا تفوت مشاهدة المنظر الساحر للمظلات القابلة للفتح والإغلاق أثناء الفجر وأوقات الظهر في ساحة المسجد.
رحلة تاريخية إلى أماكن الزيارة في مكة المكرمة والمدينة المنورة!
التحضير للزيارة
الملابس المحتشمة: جهز نفسك جسديًا من خلال ارتداء الملابس الأنيقة والنظيفة والمحتشمة، مثل الملابس التقليدية مثل الثوب الرجالي و العبايات للنساء، كما يُنصح باستخدام عطر خفيف للرجال.
اطلع على تاريخ هذا المسجد: القراءة عن حياة نبينا الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، وفهم أهمية المدينة المنورة في الإسلام، والتعرف على المسجد النبوي، واتخاذ النوايا الصادقة للزيارة، يمكن أن تعزز هذه التجربة.
زيارة المسجد النبوي
الخطوة الأولى: تحديد النية الصحيحة
عندما يستعد الحجاج لزيارة المسجد النبوي، من الضروري أن يكون لديك النية الصحيحة حينها. وقد ذكر الشيخ محمد بن عثيمين (رحمه الله) في كلامه: “إذا أراد الحاج زيارة المسجد النبوي قبل الحج أو بعده ينبغي أن ينوي زيارة المسجد لا القبر، لأن السفر إلى مكان للعبادة لا يشمل زيارة القبور، بل يشمل فقط زيارة القبر”. ثلاثة مساجد: المسجد الحرام (بيت الله الحرام في مكة)، والمسجد النبوي (بالمدينة)، والمسجد الأقصى (بالقدس)، كما جاء في الحديث الذي كان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى». رواه البخاري (1189) ومسلم (1397).
ومن هنا نفهم جيدًا أنه لا يجوز إلا العمل بنية زيارة المسجد النبوي، ولا يجوز نية زيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الخطوة الثانية: الدعاء عند الدخول
وبعد تحقق النية، يحين وقت دخول المسجد، فإذا وصلت باب المسجد فادخل برجلك اليمنى وقل:
بسم الله، وصلى وسلم على رسول الله.
اللهم افتح لي أبواب رحمتك.
أو تقول
بسم الله، اللهم صلي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
اللهمّ افتح لي من أبواب فضلك.
الخطوة الثالثة: صلاة ركعتين
عندما تدخل المسجد، اتجه إلى الروضة الشريفة، وهي القسم الذي عند المنبر النبوي. ويصلي الزائر ركعتين تحية المسجد ويبدأ في الركعة الأولى بتلاوة سورة الكافرون، وفي الثانية سورة الإخلاص. ويعتبر هذا الفضاء “الروضة” من رياض الجنة.
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة).
وإذا وجدت المكان مزدحما فصل حيثما استطعت، أقرب ما يمكن من الروضة؛ كما يمكن للنساء الدخول إلى الروضة الشريفة من البوابتين 25 و 29 في مصلى النساء الشرقي.
الخطوة الرابعة: إرسال التحية
عند الانتهاء من تحية المسجد، انضم إلى صف الانتظار للزيارة لتلقي السلام على نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحبه. وتذكر أنه من المهم الحفاظ على مستوى عالٍ من الاحترام والتبجيل خلال الوقوف وأثناء تواجدك في قلب المسجد النبوي. وامتنع عن التصرف بشكل غير لائق أو رفع صوتك. ويُنصح بالحد من المحادثات مع الآخرين خلال هذا الوقت.
– الصلاة على حبيبنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم
عندما تكون أمام قبر النبي، فمن المفضل قراءة ما يلي:
السلام عليك يا رسول الله.
أو
السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
ملحوظة: هناك طرق عديدة لإلقاء التحية؛ تحيات أخرى أقصر وأطول حسب تفضيلك.
– السلام على أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)
بعد السلام على النبي (ص) تقدم للأمام حتى تصل إلى قبر أبي بكر (رضي الله عنه) واقرأ هذا الدعاء:
السلام عليك يا أبا بكر.
السلام عليك يا خليفة رسول الله; في أمته، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمد خيرًا.
السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته، رضي الله عنك وجزاك عن محمد صلى الله عليه وسلم خيرا.
– السلام على عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
بعد السلام على أبي بكر (رضي الله عنه)، تقدم للأمام حتى تكون أمام قبر عمر وسلم:
السلام عليك يا عمر.
السلام عليك يا أمير المؤمنين، رضي الله عنك وجزاك أمة محمد خيرا.
السلام عليك يا عمر، السلام عليك يا أمير المؤمنين، رضي الله عنك وجزاك عن محمد صلى الله عليه وسلم خيرا.
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
«لا تجعلوا بيوتكم مقابر، ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي، فإنها تبلغني حيث كنتم».
[رواه أبو داود]
وبعد الخروج ابق في مكانك واشتغل بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن. وتأكد من أداء صلاة الجمعة في المسجد قبل المغادرة من المدينة المنورة.
الآداب التي يجب اتباعها عند زيارة المسجد النبوي
- قبل زيارة المسجد النبوي، احرص على الاستحمام وارتداء أفضل ملابسك.و يمكن للرجال ارتداء العطور.
- ضبط النية الصحيحة. وينبغي أن يقتصر على زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه، وليس زيارة قبره.
- أدخل المسجد بقدمك اليمنى من باب السلام.
- تصرف بطريقة متواضعه وتجنب دفع أو تدافع الآخرين بالقرب منك.
- ولا ترفع صوتك مثل إظهار الحزن أو النياحة على قبر النبي. وهو مكروه للغاية ويخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
- لا تتدافع أو تتشاجر عندما لا يكون لديك مكان للصلاة في الروضة. ستتمكن من العثور على مكان للصلاة بعد قليل.
- عندما تكون أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قف بكل كرامة واحترام. لا ترفع يدك وتدعو مباشرة أمام المقابر. يمكنك التوجه نحو القبلة ثم الدعاء.
- يعتبر شركاً في الدعاء تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو طلب الشفاعة منه. يمكنك فقط الدعاء وطلب شفاعة النبي من الله وحده.
- احذر من ارتكاب أعمال أخرى غير إسلامية.
- عند الخروج، اخرج بتأني وأفسح المجال للآخرين.
- عدم ترك القمامة أو إتلاف ممتلكات المسجد والتعامل معها باحترام.
- لا تستخدم ساحات المسجد للقيام بأعمال تجارية أو تجارية.
- احترم خصوصية الآخرين عند التقاط الصور أو مقاطع الفيديو.
- اتباع القواعد والأنظمة التي تفرضها إدارة المسجد.
الروحانيات
- تاريخ المسجد: أنشأ المسجد النبوي وبناه في الأصل النبي محمد (ص) نفسه في عصره. وتتيح لك زيارة المسجد الشعور بالارتباط العميق بأصول الإسلام وسنواته الأولى في الانتشار.
- إيمان أعمق:يؤدي قضاء الوقت في المسجد والانخراط في الصلاة والذكر إلى إثراء روحي هائل ونمو شخصي.
- الإرث النبوي: تأمل في تضحيات نبينا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) وإيمانه الراسخ في نفس المدينة التي آوته.
- السلام: استمتع بالهدوء الفريد والهدوء الروحي الذي توفره المدينة المنورة.
الخاتمة
عندما نسير في المسجد النبوي، وهو نفس الأرضية التي سار عليها نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم وأصحابه، تقع على عاتقنا مسؤولية أن ندوسه بكرامة واحترام. ومع النية الصحيحة، وفهم الآداب، والقلب المليء بالخشوع، تصبح التجربة ذكرى عزيزة ومصدرًا لبركات هائلة.
فلتكن هذه الزيارة بمثابة تذكير بجمال الإسلام، وحب النبي الدائم لأمته، وواجبنا الجماعي في الحفاظ على قدسية هذه الأماكن المقدسة.