أثر ما بعد العمرة: الارتقاء بالنفس إلى الأفضل
لقد عدت للتو من رحلة العمرة التي أعادت تشكيل روحك من جديد، ضخت بداخلك نوعًا مغايرًا من المشاعر الغير مفهومة ولكنها ترجع إلى إيمانيات عميقة وتجربة روحانية فريدة من نوعها.
تجربة أداء العمرة العميقة تترك أثراً لا يمكن محوه في روحك، والآن تتساءل كيف يمكنك حمل هذه المشاعر من بلدك إلى حيث تقطن، وكيف تحافظ على نقائها قدر الإمكان وإبعادها عن الشوائب الدنيوية.
في هذا المقال، ستكتشف أهم العادات والممارسات التي عليك الحفاظ عليها لتتمكن من الإبقاء على أثر ما بعد العمرة قدر الإمكان، ودورها العظيم في تزكية نفسك.
تأمل وشكر نعمة الله
إحدى أولى الخطوات لحمل روح العمرة إلى الأمام هو زرع الشكر في قلبك ونفسك في كل خطوة تخطوها منذ أن مست قدمك بيت الله الحرام ومدينته المقدسة.
من أجل هذا، قم بإنشاء مذكرة صغيرة تدون فيها ما تريد شكر الله عليه، والنعم التي تلمسها في يومك، والأمور التي تشعرك بالامتنان تجاهها، فهذا التمرين البسيط يمكن أن يساعدك في البقاء ممتناً لنعم الله والحفاظ على نظرة إيجابية في ظل مشاغل هذه الحياة.
أيضًا، من الأحرى أن يبقى هذا التدوين تذكيرًا لك وتشجيعًا على معاودة الكرة والرجوع إلى بيت الله الحرام من جديد، ببناء نية صادقة والتخطيط للأمر في القريب العاجل.
قم بزيارة عمرة مي واحصل على افضل الاسعار لرحلتك القادمة
الانتظام في الذكر
طالما كان لسانك وكل جوارحك في العمرة مشغولة بذكر الله وتأمل عظمته، وهذا من أفضل العادات والممارسات لما تتركه من أثر عظيم في النفس، يزيد بها الأجر ويثقل بها ميزان أعمالك الحسنة.
لذا، حفاظ على تلك الروابط قوية بالانتظام في ذكر الله تعالى، وحدد أوقاتًا خلال يومك وربطها بالعبادات الأخرى سواء كان ذلك بعد صلواتك اليومية، أثناء التنقل، أو قبل النوم.
الإيجابية في المجتمع
كما ذكرنا من قبل عن فضل العمرة ودورها القوي في المجتمع وأثرها العظيم على الأمة الإسلامية، فهي تحثك بالتالي أنت وكل فرد شارك في هذا الجمع الكريم بأن يكون له دور فاعل ومؤثر في المجتمع والأمة الإسلامية.
ولا يتطلب هذا الأمر فعل شئ خارق عن العادة، بل خير الأمور أقلها وإن دل، بدايةً من نفسك، من دورك في تهذيبها وجعلها أكثر فعالية وإيجابية بين الأسرة أو رفاق العمل، النصح الجيد واحترام القوانين وتجنب رفقة السوء وصلة الأرحام وغيرها من مكارم الأخلاق التي أوصانا الرسول الكريم بها.
تستطيع أيضًا المشاركة في محاضرات ودروس إسلامية واجتماعات في مسجدك أو مركزك الإسلامي، وشارك تجارب العمرة مع زملائك المؤمنين وابحث عن الإلهام الذي اكتسبوه في رحلاتهم.
الصدقة وأعمال الإحسان
طريقة أخرى متواضعة ومليئة بالإحسان لتجديد روح العمرة في يومك، المشاركة في الأعمال الخيرية عبر تقديم الصدقة للمحتاجين، والتطوع في الجمعيات الخيرية المحلية، أو ببساطة قدم يد العون إلى جيرانك.
تلاوة وتأمل القرآن
قراءة القرآن هي ركن أساسي في التعاليم الإسلامية وركن أساسي في يومك، وضع وقتًا يوميًا للتلاوة والتأمل في آياته. فكر مثلاً في الانضمام إلى دورة تفسير قرآني لتعميق فهمك لتعاليم القرآن، وتذكر أوقات تلاوتك للقرآن في قلب الحرم والمسجد النبوي.
الحفاظ على الصلاة
الصلوات اليومية هي عمود الحياة الروحية للمسلم وأوقات التواصل المقدسة بين العبد وربه؛ لذا تأكد من أنك تحافظ على صلواتك الخمس يوميًا، وإذا كان ذلك ممكنًا، فأدِّ هذه الصلوات في المسجد قدر الإمكان، ولا تنسى ربط أوقات الصلاة مع الذكر وتلاوة وردك اليومي من القرآن.
أيضًا، إذا كنت معتادًا على فعل بعض العادات بعد الصلاة في الحرم، فلا بأس في استعادتها لتجديد ذكريات العمرة والمداومة عليها.
الصيام و السنن المنسية
الصيام و السنن المنسية هي من بعض أركان الإسلام التي لا يعتاد عليها الكثير من المسلمين، والبدء في اكتساب هذه العادة قربًا إلى الله وامتثالاً لأوامره؛ تستطيع الصيام أيام الاثنين والخميس وصيام أيام عاشوراء.
تجديد الأهداف الروحية
تمامًا كما تحدد أهدافك السنوية للعمل أو التطوير على المستوى الشخصي في مجالات أخرى من حياتك؛ قم إذًا بالمثل تحديد أهداف روحية وعبادات تود الحرص عليها وتطويرها قربًا من الله.
حدد ما تريد تحقيقه روحيًا وقم بتتبع تقدمك شهرًا تلو الآخر، سواء كان ذلك في حفظ آيات معينة من القرآن أو تحسين سلوكك، فإن وجود أهداف واضحة يبقيك يقظًا وعلى قدر المسئولية.
التأمل والدعاء
أخيرًا، خصص وقتًا يوميًا للتفكير في تجربتك في العمرة. كيف غيرتك؟ ما الدروس التي تعلمتها؟ ما الذي تريد تغييره في حياتك؟ وما هي أولوياتك في الفترة القادمة تجاه نفسك.
استخدم هذا الوقت للتأمل والدعاء بقلب مخلص، طالباً من الله أن يبقيك ثابتاً على طريق الصلاح وأن يمنحك القوة للحفاظ على أثر ما بعد العمرة.
العودة من العمرة ليست نهاية رحلتك الروحية، بل هي بداية لمرحلة جديدة في حياتك، من خلال دمج هذه الأنشطة والممارسات في روتينك اليومي.