تأملات في مقام إبراهيم وقصته التاريخية

لقد كان مقام إبراهيم عليه السلام ملاصقًا لجدار الكعبة المشرفة طوال أيام نبينا الكريم، واستمر كذلك في عهد الجاهلية وعهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -ØŒ وعهد أبي بكر الصديق ØŒ ثم قام بتأخيره عن جدار الكعبة الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. 

إذن، ما قصة هذا المقام، وما دوره في شعائرنا أثناء العمرة، وما هو مكانة هذا المقام في الإسلام؟ إليك الإجابة عن جميع هذه الأسئلة في هذا المقال. 

ما هو مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام؟ 

مقام إبراهيم هو بناء حجري صغير يمثل المكان الذي وقف فيه النبي إبراهيم (عليه أفضل الصلاة والسلام) وصلى أثناء بناء الكعبة مع ابنه إسماعيل (عليه السلام). ويحمل هذا الحجر بصمة قدم إبراهيم، في علامة على إخلاصه وطاعته لله.  

وقد ورد ذكر المقام في سورة البقرة، الآية 125: “وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً”. “ووصينا إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود“.  

هذا إلى جانب الآيات القرآنية الأخرى التي نزلت في خضم هذه الواقعة، مثل قوله تعالى في سورة آل عمران الآية رقم 97: “فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا“.  

ما هي أهمية مقام إبراهيم؟ 

المقام هو رمز الإيمان و تضحية النبي إبراهيم (عليه السلام) الذي كان على استعداد لتقديم ابنه إسماعيل (عليه السلام) فدية إلى الله. وقد أنقذ الله إسماعيل وأبدله بكبش اختبارًا لوفاء إبراهيم وخضوعه وامتثاله أوامر الله عز وجل.  

كما يمثل المقام وحدة وأخوة المسلمين الذين يسيرون على خطى إبراهيم (عليه السلام) وأهل بيته في عبادة الله وحده؛ علاوة على ذلك، يعد المقام أيضًا أحد الأماكن المقدسة التي يزورها المسلمون أثناء حجهم إلى مكة، سواء للحج أو العمرة. 

ما هي شعائر مقام إبراهيم؟ 

يقع المقام بالقرب من الكعبة، وهو البناء المكعب الذي يواجهه المسلمون عند الصلاة. بعد الانتهاء من الطواف حول الكعبة سبع مرات، كما يستحب للمسلم أن يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، على أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون، وفي الثانية سورة الإخلاص. 

وهذا عمل سنة اقتداء بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي صلى خلف مقام إبراهيم بعد طوافه في حجة الوداع؛ ويمكن للمسلمين أيضًا لمس أو تقبيل مقام إبراهيم، كوسيلة لإظهار التبجيل والمحبة للنبي إبراهيم (عليه السلام) وتراثه. 

كيف يمكنك زيارة مقام إبراهيم أثناء رحلة العمرة؟ 

العمرة هي حج تطوعي يمكن للمسلم أن يؤديه في أي وقت من السنة، باستثناء أيام الحج، وتتكون العمرة من أربعة طقوس رئيسية: الإحرام، والطواف، والسعي، والتحلل.  

كذلك، الإحرام هو حالة الإحرام التي يدخلها المسلمون قبل أداء العمرة، من خلال ارتداء الملابس البيضاء البسيطة والامتناع عن بعض الأعمال مثل قص الشعر أو الأظافر، أو لبس الطيب، أو الصيد، أو الجماع.  

ثم الطواف: وهو الطواف حول الكعبة سبع مرات، يبدأ من الحجر الأسود وينتهي عنده.  

أما عن السعي فهو المشي بين الصفا والمروة سبع مرات ذكرى طلب هاجر (عليها السلام) زوجة إبراهيم (عليه السلام) وأم إسماعيل (عليه السلام) .  

آخرها التحلل عن طريق الخروج من الإحرام بالحلق أو التقصير، ثم استئناف الأنشطة الطبيعية مرة أخرى.

عمرة مي تقدم لكم أفضل باقات العمرة والتي تناسب جميع التفضيلات والميزانيات .. احجز الآن

ومن أجل زيارة المقام أثناء رحلة العمرة، عليك اتباع الخطوات التالية: 

1. نية العمرة والإحرام قبل الوصول إلى حدود مكة المعروفة بالميقات. 
2. عند وصولك إلى مكة، توجه إلى المسجد الحرام، وهو المسجد الذي يحيط بالكعبة. 
3. الطواف حول الكعبة سبع مرات، يبدأ من الحجر الأسود وينتهي عنده. يمكنك لمس الحجر الأسود وتقبيله إذا كنت تستطيع الوصول إليه، أو الإشارة إليه بيدك اليمنى وأنت تقول “بسم الله الله أكبر“. 
4. وبعد الانتهاء من الطواف، صلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، واقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص. يمكنك أيضًا لمس مقام إبراهيم أو تقبيله إذا تمكنت من الوصول إليه. 
5. قم الآن بالشروع في السعي بين الصفا والمروة سبع مرات، يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة. 
6. اخرج من إحرامك بالحلق أو التقصير، واحتفل بعمرتك بشكر الله وطلب مغفرته ورحمته.

مقام إبراهيم هو موقع رائع يعكس تاريخ وإيمان وإخلاص النبي إبراهيم (عليه السلام) وعائلته، وزيارة هذا المقام أثناء رحلة العمرة هي تجربة مجزية لا تنسى ستقربك من الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم).