المساجد السبعة بالمدينة المنورة
المدينة المنورة مدينة ذات أهمية تاريخية ودينية كبيرة بالنسبة للمسلمين، فهي الوجهة التي شد النبي الرحال إليها وهاجر مع صحابته تاركًا مدينته وأهله في سبيل نشر الدعوة وممارسة نهج الشريعة الإسلامية بكل حرية.
كما تضم المدينة المنورة العديد من المساجد التي تخلد ذكرى أحداث وشخصيات التاريخ الإسلامي المبكر. ومن بين هذه المساجد مجموعة من سبعة مساجد صغيرة تعرف مجتمعة بالمساجد السبعة. وتقع هذه المساجد في الجانب الغربي من جبل سلع الذي كان مسرحاً لمعركة الخندق، وهي من المعارك الكبرى بين المسلمين وأعدائهم.
- مسجد الفتح
- مسجد سلمان الفارسي
- مسجد عمر
- مسجد أبي بكر
- مسجد علي
- مسجد فاطمة
- مسجد الخندق
غالبًا ما يزور هذه المساجد الحجاج والزوار الذين يرغبون في معرفة المزيد عن تاريخ المدينة المنورة وتراثها. وسنقدم في هذه المقالة مقدمة مختصرة عن كل مسجد من هذه المساجد وموقعها بالتحديد.
1. مسجد الفتح
مسجد الفتح هو أكبر وأبرز المساجد السبعة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى النصر الذي حققه المسلمون في معركة الخندق. وبحسب التقليد، فقد صلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هنا أثناء المعركة، ونزل عليه جبريل ليخبره بالعون الإلهي والنصر القريب.
هذا وقد تمت إعادة بناء المسجد في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز الذي حكم من 717 إلى 720 م؛ ثم جدده الوزير سيف الدين أبو الهيجاء عام 1154م في عهد شريف مكة.
أما عن تصميم المسجد نفسه، فهو يتسم بالبساطة، وله مئذنة واحدة، كما يحتوي المسجد من الداخل على محراب وساحة تتسع لنحو 500 مصلي. هذا ويبقى المسجد مفتوحًا طوال اليوم حتى انتهاء الخمس صلوات.
اختر باقة العمرة من بين مجموعة من الباقات المصممة بعناية لضمان راحة ضيوف الرحمن
2. مسجد سلمان الفارسي
يقع مسجد سلمان الفارسي على بعد 20 مترا جنوب مسجد الفتح، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى سلمان الفارسي صاحب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو أصله من بلاد فارس.
اشتهر هذا الصحابي باقتراحه حفر خندق حول المدينة المنورة لحمايتها من جيش قريش وحلفائهم. وأثبت الخندق حينها أنه استراتيجية دفاعية فعالة تمنع العدو من دخول المدينة. ويشبه مسجد سلمان مسجد الفتح في الشكل والتصميم ولكنه أصغر في الحجم، ويتسع المسجد لما يصل إلى 300 مصلي.
3. مسجد عمر
يقع مسجد عمر على بعد 10 أمتار جنوب مسجد سلمان الفارسي وعلى مقربة من المسجد النبوي. وسمي بهذا الاسم نسبة إلى عمر بن الخطاب، تكريمًا له، واحتفاءً بدوره في التاريخ الإسلامي كونه الخليفة الثاني في الإسلام ومن أقرب صحابة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، فضلاً عن شهرته بالعدل والشجاعة والقيادة، وكان أيضًا أحد قادة جيش المسلمين في غزوة الخندق.
يقع المسجد على ارتفاع أعلى من المساجد الأخرى، ويعتقد أنه تم بناؤه وتجديده في نفس وقت مسجد الفتح. وهو أيضًا يشبه مسجدي الفتح وسلمان الفارسي في شكله وتصميمه ولكنه أصغر في الحجم ويتسع لما يقرب من 200 مصلي.
4. مسجد أبو بكر الصديق
يقع مسجد أبو بكر على بعد دقائق جنوب مسجد عمر، وتمت تسميته نسبة إلى أبي بكر الصديق، أول خليفة في الإسلام وأقرب صديق للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو معروف بإيمانه وكرمه وإخلاصه، وكان أحد قادة جيش المسلمين في غزوة الخندق؛ ويتسع هذا المسجد لنحو 150 مصلي.
5. مسجد علي
يقع مسجد علي بالتوالي على الناحية الجنوبية من مسجد أبو بكر في سلسلة متتابعة من المساجد السبعة السابقة والتي تليه. وعلى نفس المنوال، تم تشييد وتسمية هذا المسجد تكريمًا لـ علي بن أبي طالب، الخليفة الرابع في الإسلام وابن عم وصهر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي عُرف بعلمه وشجاعته وعدله، كما كان من القادة المشاركين في غزوة الخندق.
6. مسجد فاطمة
يقع مسجد فاطمة على نفس خط المساجد السبعة في اتجاه الجنوب، وسمي بهذا نسبة إلى فاطمة الزهراء بنت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وزوجة علي بن أبي طالب التي عرفت بتقواها وصبرها وكرمها. وكانت أيضًا واحدة من أكثر النساء المحبوبات في الإسلام.
7. مسجد الخندق
يختم مسجد الخندق سلسلة المساجد السبعة في المدينة، وهو يقع شمال مسجد الفتح على بُعد عشرين متراً.وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة المنورة لحمايتها من جيش قريش وحلفائهم؛ وقد بلغ طول هذا الخندق حينها حوالي 5 كيلومترات وعرضه 3 أمتار وعمقه 2 متر.
وفي الختام، تعرفت من خلال هذا المقال أن المساجد السبعة بالمدينة المنورة هي مجموعة من سبعة مساجد صغيرة تقع في الجانب الغربي من جبل السلع حيث وقعت غزوة الخندق. وقد سميت هذه المساجد باسم النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) وبعض أصحابه الذين كان لهم دور رئيسي في تلك المعركة والتاريخ الإسلامي بشكل عام.